السديس: لا حج بدون تصريح.. ومن يخالف فهو آثم

كتب بواسطة: احمد عادل | نشر في الثلاثاء، 3 يونيو 2025 , 5:27 صباحاً

في خطوة نوعية تؤكد التكامل بين الجهود الشرعية والتنظيمية، أطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، اليوم، مسارًا إثرائيًا خاصًا ضمن حملة "لا حج بلا تصريح"، وذلك بتوجيه ومتابعة من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، الذي أكد أن الالتزام بالحصول على تصريح الحج يُعد من موجبات شرط الاستطاعة، ومطلبًا شرعيًا وتنظيميًا لا غنى عنه.

وخلال تدشين المسار الإثرائي للحملة، شدد الشيخ السديس على أن هذه المبادرة تأتي تأكيدًا لأهمية الانضباط والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة، مشيرًا إلى أن التصريح لا يمثل إجراءً إداريًا فحسب، بل هو متطلب شرعي يتحقق به مفهوم الاستطاعة المنصوص عليه في القرآن الكريم.

وأكد أن هذا الترتيب يسهم في تحقيق المقاصد العليا للشريعة الإسلامية، والتي تقوم على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها.

وأشار الشيخ السديس إلى أن الحملة جاءت متسقة تمامًا مع النصوص الشرعية والمقاصد المرعية، إذ روعي فيها الزمان والمكان، ومبدأ التيسير ورفع الحرج، بما يخدم الحجاج ويمكنهم من أداء المناسك في أجواء آمنة ومنظمة.

وأضاف أن الحملة تؤكد على ضرورة مراعاة شروط الحج، وخاصة شرط الاستطاعة الذي يعد من أهم أركانه، بما يمنع الازدحام والتدافع ويحفظ أرواح ضيوف الرحمن، تطبيقًا لقاعدة "لا ضرر ولا ضرار".

وأوضح أن التجرؤ على مخالفة هذا النظام هو مخالفة شرعية صريحة لما سنّه ولاة الأمر، الذين وجهوا دائمًا بالحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، استنادًا إلى قوله تعالى: "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، مؤكدًا أن من يخالف هذه التعليمات يُعرض نفسه للوعيد الشرعي، ويقع في الإثم لما في ذلك من تعدٍّ على النظام العام ومصالح الحجيج.

وفي إطار تعزيز الحملة، أطلقت الرئاسة العامة مسارًا توعويًا متكاملًا يتضمن عقد لقاءات إرشادية وإثرائية وفعاليات تعليمية تسهم في نشر ثقافة الوعي بأهمية الحصول على تصريح الحج.

كما يهدف هذا المسار إلى توعية ضيوف الرحمن والمجتمع المحلي والزوار بأهمية النظام ودوره في الحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم، وتيسير أداء المناسك بروحانية وطمأنينة.

وتُعد هذه الحملة امتدادًا لجهود المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، في تنظيم موسم الحج بأعلى المعايير، والتي تسعى من خلالها إلى تقديم تجربة دينية آمنة وميسرة لجميع القاصدين، بعيدًا عن العشوائية أو التكدس غير المنظم، بما يعكس حرص القيادة الرشيدة على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وتأكيدًا لدورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين.

وفي ظل ما يشهده موسم الحج من تحديات لوجستية وصحية وأمنية، فإن الالتزام بالتصريح لم يعد خيارًا، بل هو التزام ديني وأخلاقي ومجتمعي، يضمن تحقيق العدالة في توزيع فرص الحج ويمنع الزحام المفرط والمخاطر الناتجة عنه.

فبمثل هذه المبادرات التنظيمية المدروسة، تواصل المملكة ترسيخ مكانتها كقلب العالم الإسلامي النابض، ومركز إشعاع حضاري وإداري لخدمة ضيوف الرحمن.

اقرأ ايضاً